الأحد، 18 أغسطس 2013

من يقف وراء العنف في مصر!

بعد الإنقلاب العسكري على السلطة الشرعية في مصر ، و بعد فض الاعتصامات السلمية، نرى و نسمع في قنوات السلطة و القنوات القريبة منها عن أحداث عنف و ترويع و إرهاب و تفجيرات و عمليات قتل تحصل و تنسب فورا الى الجماعات الاسلامية و الإخوان المسلمين!
ولكننا نشك في روايات السلطات دائما لأن الأنظمة القمعية عندما تريد تصفية معارضيها تسعى لكسب الرأي العام للقيام بجرائهما و تحتاج لدعم شريحة واسعة من الشعب تقف مع النظام القمعي لقمع المعارضين و سحقهم...
و يلجأ مخابرات النظام دائما الى تشويه المعارضين بالقيام بتشكيل عصابات و جماعات ارهابية تقوم بإرهاب و ترويع الناس و تنسب ذلك الى معارضيها و بذلك تلقى تأييدا من الناس لقمع معارضيها لتنتهي الإرهاب و الترويع.
وهذا الأمر تحدث عنه المفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي في كتبه عندما يتكلم عن طرق سيطرة النظام على الجماهير و كسب رأي العام لإعطاء الشرعية للقيام بالمجازر و سحق معارضيها ومنها  ابتكار المشاكل ... ثم تقدّيم الحلول و هذه الطريقة تسمّى أيضا "المشاكل - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلا أو "موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: صنع جماعات مسلحة لإرهاب الشعب، أو تنظيم تفجيرات دامية و اتهام المعارضين بها  ، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته و يطالب الشعب بسحق المعارضة التي تدعي النظام انها وراء التفجيرات و الفوضى و العنف. وهذه الطريقة نراها اليوم في مصر حيث يقوم العسكر بإرتكاب الموبقات و قتل الناس و تشكيل عصابات تديرها المخابرات لكي ترعب الناس و بعدها تنسب كل ذلك الى الاخوان لكي يرضى الشعب بالقضاء على الاخوان في سبيل اعادة الأمن...
وهذا النموذج رأيناه في عدة دول ومنها حدث ذلك في إيران ، أثناء ثورة الحوزة الدينية ضد الشاه ودعوة الإمام الخميني إلى إسقاطه.
إذ تم إحراق إحدى دور السينما بروادها قبل عام من سقوط الشاه (سنة 1978)، حيث اشتعلت النيران فجأة في «سينما ركس» بمدينة عبدان، وقتل في العملية أكثر من 370 شخصا.
وقصد بالعملية التي تبين لاحقا أن جهاز استخبارات الشاه وراءها، توجيه أصابع الاتهام إلى رجال الحوزة العلمية والإيحاء بأنهم وراء الجريمة لأنهم يعارضون الفنون ويعتبرون السينما من المنكرات غير المشروعة.
واثناء الحرب الاهلية في الجزائر قام المخابرات بنفس العملية كما اعترف احد الضباط بأنهم قاموا بتفجيرات و عمليات قتل و نسبوا ذلك الى الجماعات الاسلامية لتشويه صورتها امام الشعب ولكي يقبل الشعب بسحق هذه الجماعات و إبادتها.
إذا القصة ليست بجديدة علينا بل هي قديمة و معروفة و حفظناها من خلال قراءة المذكرات التي تتحدث عن احداث تلك المرحلة في البلدان التي حاربت الحركات الإسلامية ، و لكن تكرار ذلك من قبل عسكر مصر يدل على عدم خبرتهم و غباءهم الشديد لأنهم لم يغيروا السياسة القديمة للطغاة في تشويه معارضيها بل يكررون نفس الخطط التي انكشفت لدى الجماهير و أصبحت معروفة و لن تستطيع العسكر في مصر ان تخدع الجماهير الواعية التي ادركت ان الشر الاكبر من العسكر و من حكم و اعوانهم و أنهم لا يتساهلون في القيام بكل الموبقات في سبيل بقائهم في الساحة السياسية و سحق معارضيهم.


الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

العودة الى العصور المظلمة

عندما دخل ربعي بن عامر رضي الله عنه على كسرى ملك الفرس
فقال له كسرى: "ما الذي جاء بكم ؟؟"
فقال: "جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ؛
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ؛
ومن جور الأديان
إلى عدالة الإسلام.."


جاء الإسلام ليهدم جميع الاوثان ، سواءا أوثان الحجر أو أوثان الحجر من الطواغيت و الملوك و الحكام الظالمين.
وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر و عرفوا أن جوهر الدين هو عبادة الله سبحانه و تعالى و عدم الخضوع لغير الله  ومحاربة الطواغيت الذين يأمرون الناس بعبادتهم من دون الله، سواءا كان بالسجود لهم أو طاعتهم المطلقة دون الله أو بأي شكل اخر من اشكال العبادة.
و الإسلام كان النور الذي ينير الظلمات في بقاع الأرض، و كان النبراس الذي يضيء حياة العبيد الذين خضعوا لملوك الأرض و أصبحوا عبيدا لهم من دون الله، فأخرجهم الإسلام من تلك الحالة المزرية الى العبودية لله و الكفر بجميع طواغيت الأرض.
و عندما كان الإسلام يحارب الطواغيت و ينشر العدل و الوعي بين البشر، كانت المجتمعات الغربية مشغولة بعبادة ملوكها و الخضوع التام لهم، حتى كان الملك يقول أنا الدولة و لدي التفويض من الالهه لكي يسيطر على الناس و يجعلهم عبيدا له بحيث يطيعونه و يقدسونه و يخافون منه .
واليوم وللأسف الشديد نرى أن مظاهر العبودية عادت الى البلاد الإسلامية ، بينما يغيب هذا الأمر عند المجتمعات و البلدان الغربية بحيث لا يتم تقديس حكامها بل يتم التعامل معهم كأفراد عاديين لا فرق بينهم و بين فرد من أفراد الشعب.


ولكن في بعض البلدان الإسلامية نرى أن الحاكم يتصرف كملوك أوروبا في القرون الوسطى، و يصف نفسه بأنواع الأوصاف .
و يقومون ببعض الممارسات و الحفلات التي تسمى بحفلات الولاء و يقوم الناس بالركوع لهذا الملك !
هل عادت عبادة الأوثان البشرية الى البلدان الإسلامية عن طريق الملوك و الطواغيت!
أليس الركوع لغير الله شرك كبير في الدين و مذلة و إهانة و أمر مهين!
كيف يرضى الحاكم أن يقوم الشعب بالركوع له !
و يجب أن نعلم أنه لا يوجد مبرر يبرر هذا الأمر ، لأن البعض يقول انه من باب الإحترام أو الحب أو التقدير للحاكم، كل هذه الأمور من الممكن القيام بها بدون الركوع و التصرفات المشينة التي لا يرضى بها دين و عقل و منطق في العالم.


و الأسوأ من كل هذا أن يتم هذه الأفعال بإسم الدين و بذكر ايات و احاديث لإعطاء الشرعية الدينية لهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن الدين و روح الدين الذي يدعوا الى المساواة بين البشر و محاربة الطواغيت و عدم تصريف اي نوع من انواع العبادة لغير الله.
فعلا عدنا للعصور المظلمة، و لن نعود لمجدنا و تقدمنا الا بالعودة الى الدين و التمسك به على الوجه الصحيح بدون زيادة أو نقصان.