العودة الى العصور المظلمة
عندما دخل ربعي بن عامر رضي الله عنه على كسرى ملك الفرس
فقال له كسرى: "ما الذي جاء بكم ؟؟"
فقال: "جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ؛
ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ؛
ومن جور الأديان
إلى عدالة الإسلام.."
جاء الإسلام ليهدم جميع الاوثان ، سواءا أوثان الحجر أو أوثان الحجر من الطواغيت و الملوك و الحكام الظالمين.
وقد أدرك الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر و عرفوا أن جوهر الدين هو عبادة الله سبحانه و تعالى و عدم الخضوع لغير الله ومحاربة الطواغيت الذين يأمرون الناس بعبادتهم من دون الله، سواءا كان بالسجود لهم أو طاعتهم المطلقة دون الله أو بأي شكل اخر من اشكال العبادة.
و الإسلام كان النور الذي ينير الظلمات في بقاع الأرض، و كان النبراس الذي يضيء حياة العبيد الذين خضعوا لملوك الأرض و أصبحوا عبيدا لهم من دون الله، فأخرجهم الإسلام من تلك الحالة المزرية الى العبودية لله و الكفر بجميع طواغيت الأرض.
و عندما كان الإسلام يحارب الطواغيت و ينشر العدل و الوعي بين البشر، كانت المجتمعات الغربية مشغولة بعبادة ملوكها و الخضوع التام لهم، حتى كان الملك يقول أنا الدولة و لدي التفويض من الالهه لكي يسيطر على الناس و يجعلهم عبيدا له بحيث يطيعونه و يقدسونه و يخافون منه .
واليوم وللأسف الشديد نرى أن مظاهر العبودية عادت الى البلاد الإسلامية ، بينما يغيب هذا الأمر عند المجتمعات و البلدان الغربية بحيث لا يتم تقديس حكامها بل يتم التعامل معهم كأفراد عاديين لا فرق بينهم و بين فرد من أفراد الشعب.
ولكن في بعض البلدان الإسلامية نرى أن الحاكم يتصرف كملوك أوروبا في القرون الوسطى، و يصف نفسه بأنواع الأوصاف .
و يقومون ببعض الممارسات و الحفلات التي تسمى بحفلات الولاء و يقوم الناس بالركوع لهذا الملك !
هل عادت عبادة الأوثان البشرية الى البلدان الإسلامية عن طريق الملوك و الطواغيت!
أليس الركوع لغير الله شرك كبير في الدين و مذلة و إهانة و أمر مهين!
كيف يرضى الحاكم أن يقوم الشعب بالركوع له !
و يجب أن نعلم أنه لا يوجد مبرر يبرر هذا الأمر ، لأن البعض يقول انه من باب الإحترام أو الحب أو التقدير للحاكم، كل هذه الأمور من الممكن القيام بها بدون الركوع و التصرفات المشينة التي لا يرضى بها دين و عقل و منطق في العالم.
و الأسوأ من كل هذا أن يتم هذه الأفعال بإسم الدين و بذكر ايات و احاديث لإعطاء الشرعية الدينية لهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن الدين و روح الدين الذي يدعوا الى المساواة بين البشر و محاربة الطواغيت و عدم تصريف اي نوع من انواع العبادة لغير الله.
فعلا عدنا للعصور المظلمة، و لن نعود لمجدنا و تقدمنا الا بالعودة الى الدين و التمسك به على الوجه الصحيح بدون زيادة أو نقصان.
لا حول ولا قوة الا بالله
ردحذفبارك الله بك وجزاك خيرا
وفيكم بارك الله و جزاكم كل الخير اختي الكريمة.. شكرا لمروركم ..
ردحذف